وافقت ثلاث منظمات تمثل الشباب المسيحي المصري على مبادرة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، الرامية إلى عقد لقاءات مباشرة مع نشطاء سياسيين مسيحيين من الشباب؛ لتوضيح موقف جماعة الإخوان من شتى القضايا، وتهدئة مخاوف المسيحيين المصريين تجاه التطورات السياسية الحالية في البلاد.
وقالت وكالة (أنباء الشرق الأوسط): إن عددًا من منظمات الشباب المسيحي عقدت اجتماعات متتالية مساء أمس لبلورة موقفها من مبادرة المرشد العام التي تعد الأولى من نوعها منذ إنشاء الجماعة في الإسماعيلية على يدِّ المرشد الأول حسن البنا عام 1928م.
والمنظمات الثلاث هي: حزب اتحاد الشباب المسيحي (تحت التأسيس), والاتحاد الدولي للطلبة المسيحيين, والهيئة العامة لجمعية الشبان المسيحية؛ حيث وافقت الأخيرة على استضافة أول لقاء بين الجانبين في مقرِّها بشارع الجمهورية بوسط القاهرة بناءً على طلب الشباب المسيحي.
وقال المهندس سامي أرميا مدير الهيئة العامة لجمعية الشبان المسيحية إنه وافق من حيث المبدأ على استضافة اللقاء بمقر الجمعية بناءً على طلب الشباب المسيحيين, غير أنه سيعمل على استصدار قرارٍ من مجلس الإدارة بعد التشاور مع المسئولين الآخرين فى وقتٍ لاحقٍ من اليوم الثلاثاء.
وأشار أرميا إلى أن الهيئة العامة لجمعية الشبان المسيحية ستعمل على تنظيم أجندة اللقاء عبر إجراء اتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين لضمان إنجاح المبادرة التي وصفها بأنها "تاريخية" وغير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الإخوان والجماعات التي تمثل الشباب المسيحي في مصر.
وكان المرشد العام أطلق مبادرةً وطنيةً تتضمن قيامه بإجراء لقاءات مباشرة مع الشباب المسيحي في مصر لتوضيح مواقف الجماعة والرد على أية مخاوف يمكن أن يطرحها الشباب.
وكشف الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، النقاب عن أن فضيلة المرشد طرح مبادرته خلال اتصالٍ هاتفي تلقاه من البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعد ظهر الأحد؛ ردًّا على رسالة التهنئة التي بعث بها المرشد للبابا بمناسبة شفائه وعودته سالمًا إلى أرض الوطن.
وقال الناشط السياسي الدكتور مجدي الإشنيني إن أحد عوامل نجاح الحوار بين الشباب المسيحي والإخوان يتمثل في البعد عن المؤسسات التقليدية والصورة المتعارف عليها التي تجمع بين الشيخ والقس وعبارات المحبة والإخاء التي لم تستطع حل المشكلات المزمنة طوال الفترة الماضية.
وأضاف: روح ثورة 25 يناير التي شارك فيها الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه فرضت على الشباب المسيحي أن يطالب الكنيسة بالاكتفاء بدور الرعاية الدينية للمسيحيين والابتعاد عن فكرة الوصاية السياسية؛ ولذلك فإننا نرحب بمبادرة الإخوان المسلمين، وسوف نعمل على إنجاحها من المنطلق السياسي لا الديني.
وكانت الكنيسة المصرية رحَّبت أمس الإثنين بهذه المبادرة، وقال الأنبا بسنتي أسقف المعصرة وحلوان: "إننا نُرحِّب بكل الجهود الرامية لنشر المحبة والسلام في كل ربوع العالم، وخصوصًا بالنسبة لوطننا مصر".