وافق اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري على عودة المذيعات المحجبات إلى الظهور على شاشاته بعد سنوات من المنع .
وكان ما يزيد على 37 مذيعة قد منعن من الظهور على الشاشات ،بسبب غطاء الرأس .
ووافق د / سامي الشريف أمين عام الإتحاد بالسماح للمذيعات المحجبات بالظهور على الشاشة، وتقديم البرامج دون حساسية، مضيفا أن هذا القرار يستفيد منه 37 مذيعة في القنوات الإقليمية.
وقد قوبلت هذه القرارات بارتياح وترحيب من المذيعات اللواتي تم استبعادهن في ظل النظام البائد، وأشرن إلى أنهن خضن معارك قضائية في سبيل ذلك، ورغم أن بعضهن قد حصل على أحكام قضائية بالعودة فإن هذه الأحكام ظلت حبيسة الأدراج دون تنفيذ.
المذيعة لمياء حسين المذيعة بالقناة الخامسة أحد هذه النماذج، حيث منعت من العمل عقب ارتدائها الحجاب، مشيرة إلى أنها لم تظهر على الشاشة منذ 9 سنوات، وكان المسموح لها فقط إجراء التعليقات الصوتية على البرامج، على الرغم من حصولها على حكم واجب النفاذ من المحكمة في 2010 إلا أنه ظل معطلا لمدة عام كامل.
ومن القناة الخامسة أيضا، تبرز قصة كفاح للمذيعة غادة الطويل ارتدت الحجاب في عام 2002 ليتم منعها، وهو ما دفعها إلى رفع دعوى قضائية عام 2003 ليصدر الحكم القضائي في 2005، ولا يتم تنفيذه إلا في نهايات 2010، بعدما تناولت مشكلتها وكالات أنباء العالمية، وهددت باللجوء لمنظمات حقوق الإنسان الدولية.
ومن القناة الخامسة إلى القناة الأولى حيث أكدت المذيعة نشوى عبد السلام (مدير إدارة تثقيف الطفل في القناة الأولى) أنها قامت بالأعمال الإدارية فقط بالمحطة بعد ارتدائها الحجاب، بالإضافة من قيامها بالتعليق الصوتي على بعض البرامج، إلا أنها لم تظهر على الشاشة منذ 5 سنوات تقريبا، وقالت لـ"بوابة الأهرام": "كانوا دايما يقولون لنا إنكن لم تأتين محجبات، وأن هذا هو اختياركن، وأن هذا الشكل الجديد الذي اتخذتهن يختلف مع مصوغات العمل في التليفزيون".
وقالت الإعلامية المحجبة لمياء فهمي عبدالحميد إن القرار انتصار للمذيعة المحجبة، مؤكدة مدى الظلم الذي تعرضن له طيلة سنوات المنع، مشيرة أيضاً إلى أن الإعلامية المحجبة شأنها شأن أي إعلامية أخرى تقوم بدور محوري في إدارة الحوار وتوضيح الرؤى بين ضيف البرنامج وبين المتفاعلين من الجمهور، وليست أقل كفاءة من غيرها، مشددة على أن الشاشة والجمهور هما الحكم.
وأوضح الإعلامي محمود سلطان، أن هناك معايير يجب أن تتوافر في مقدم أو مقدمة البرامج منها الشكل المقبول، سواء كانت المذيعة محجبة أم غير ذلك، وكذلك جودة الصوت، والثقافة الواسعة، أما غير ذلك فيعد قوالب جامدة رسخها التلفزيون المصري عبر سنوات طويلة، وكان من بينها منع مذيعات لمجرد أنهن محتشمات.
وأكد سلطان أن قرار منع ظهور المذيعات المحجبات كان خاطئاً منذ البداية، معتبراً عودتهن هو القرار الصواب لخلق ألوان مختلفة من الثقافات داخل التلفزيون الرسمي، الذي حررته ثورة 25 يناير من المحاذير الحكومية الجائرة.
وكانت إدارة التلفزيون الرسمي ترفض منذ سنوات عودة المذيعات المحجبات للعمل على الرغم من حصولهن على أحكام قضائية بذلك، وقد سبق وعلق وزير الإعلام السابق أنس الفقي على ذلك قائلاً: "إن المحجبة مكانها المنزل لا العمل الإعلامي أمام الكاميرات، لأن المشاهد لا يرغب في الحصول على المعلومة من رمز ديني!".