جريمة إنسانية ومجزرة بشرية تعرض لها جنودنا البواسل على الحدود الشرقية ، استشهاد 17 جندياً مصرياً في حادث غدر آثم حتى تاريخه ، من الصعب تحديد المجرم الفاعل حتى الآن ، لكن من السهل أن نحدد من المستفيد ؟ في هذه الأجواء الأليمة والمحزنة و بدلاً من توحد الصفوف والكلمات ونحن جميعاً في مصاب بهذا الحجم يخرج علينا من لا قلب ولا عقل بل ولا ضمير لخلط الأوراق وإرباك المشهد
الاصطياد في الماء العكر
من خلال حزمة الاتهامات الموزعة في اتجاهات عدة بهدف المزيد من إرباك المشهد العام وتفكيك وحدة الصف وتمزيق النسيج الوطني ومنها :
** اتهام الرئيس مرسي ... بدعوى أن الجريمة حدثت بعد العفو الرئاسي على قادة الجماعات الإسلامية المصرية المعتقلة منذ عشرات السنين ، وبدعوى عدم قدرة الرئيس المنتخب على حفظ الأمن على الحدود الشرقية .. وهي دعاوى فاسدة ومغرضة يوظفها الخصوم السياسيين في أوقات تستدعي وحدة الصف لا الكذب وتصفية الحسابات
** اتهام المخابرات والعسكري... بالتقاعس عن حماية البلاد والحدود والانشغال بالعمل السياسي خاصة وأن هناك معلومات صهيونية متداولة منذ عدة أيام تطالب السياح اليهود بمغادرة سيناء لاحتمال وقوع عمليات إرهابية ، وهي دعوى خبيثة تهدف للنيل من القدرات العالية والفائقة لقواتنا المسلحة وأجهزتها الاستخبارتية صاحبة التاريخ والرصيد المشهود
** اتهام حماس والفلسطينيين ... إحداث وقيعة بين الشعب المصري وشعب غزة وحركة حماس ، خاصة وأن هناك عدد من الأقلام والأصوات السياسية المعتوهة تتحدث وتحرض منذ أيام ضد غزة وحماس بدعاوى كاذبة مفادها فتح المعابر ودخول الفلسطينيين دون تأشيرة وهذا ما نفته كل الأطراف المصرية والفلسطينية
** اتهام الإخوان ... من باب حشر الإخوان في أي حدث تصفية للحسابات السياسية وإرباك للمشهد العام خاصة في أجواء الاستقرار النسبي بعد تشكيل الحكومة والحلول الأولية لبعض مشكلات الوقود والأمن
من المستفيد؟!
المستفيد الأول وليس الأخير هو الكيان الصهيوني الغاصب وبخلفيات عدة منها:
** المزيد من تأزيم المشهد المصري الداخلي لوضع التيار الإسلامي في الزاوية بفتح ملفات الجماعات الإسلامية والدولة الدينية والفكر المتطرف وهي لغة يتقنها بعض الساسة وبمهارة فائقة
** شغل الرأي العام المصري والقيادة السياسية بقضايا جديدة مضافة لقضاياه الأساسية ما يشكل عبئاً يهدر الوقت والجهد والإمكانات
** إحداث الوقيعة بين مصر وغزة لتجميد الملف بالكامل بعد الدور الإيجابي الذي بذلته القيادة السياسية في ملف المصالحة ورفع الحصار
** ضرب السياحة المصرية في مقتل خاصة بعد أجواء الدعم التي قام بها الرئيس مرسي في زيارته للأقصر كرسالة للعالم أجمع
خلاصة المسألة ...
مصر الثورة والدولة مستهدفة محلياً من بقايا النظام وإقليمياً من الكيان الصهيوني وبعض الأشرار هنا وهناك ، لذا علينا أن نرد الكيد في نحور الأعداء بالمزيد من وحدة الصف ولم الشمل وتجاوز الخلافات وبناء مؤسسات الدولة ، وقبل هذا اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والعلاجية لحماية الأمن الداخلي وحدود الوطن ... حفظك الله يا مصر ....
|