انتهت الحلقة الأولى من سباق الرئاسة المصرية بغلق باب الترشح ، تاركة عدة نتائج ودلالات ، منها انحسار عدد الذين تقدموا بالفعل من 1300 ممن تقدموا بسحب الأوراق إلى 23 مرشحاً فقط حسماً لأجواء الفوضى والعشوائية التي تسبب فيها قانون الانتخابات وإجراءات الترشح التي لم تشترط الحدود الدنيا للتقدم لأصغر الوظائف لا أعلى منصب في الدولة ، ومنها الهجمة الشرسة وغير المبررة ضد جماعة الإخوان المسلمين على خلفية التقدم بمرشح رئاسي ، في ممارسة استبدادية غير مهنية ولا أخلاقية من دعاة الديمقراطية والليبرالية والتنوير فضلاً عن دعاة حقوق الإنسان ! وأخطرها هو كشف المستور عن سيناريو إعادة إنتاج نظام مبارك في نسخته المعدلة والقبيحة "سيناريو عمر سليمان" .

السيناريو

 أُعد السيناريو على عدة قواعد  منها :

 ** عدم تقدم الإخوان بمرشح رئاسي

** إظهار ورقة عدم صلاحية حازم أبو إسماعيل بسبب جنسية والدته

** ظهور عمر سليمان في الساعات الأخيرة بطريقة دعائية مناسبة

** رصد المليارات الداعمة لحملته الانتخابية وشراء الأصوات بأي ثمن

** افتعال بعض الأزمات المتعمدة وإظهار أنه الرجل المناسب لمرحلة الانفلات الأمني وضبط البلاد

** التسويق الإعلامي عبر فضائيا رجال المال الفاسد وفقاً لقاعدة "يحكم الشيطان ولا يحكم الإخوان"

من يُدير ؟!

 من المعلوم أن عمر سليمان هو الوجه الآخر للمخلوع مبارك ، هو مدير مخابراته وكاتم أسراره وشريكه في كل مظاهر الاستبداد والفساد والقمع ، بل يعد من كبار رموز الفساد والإفساد في ملفات محلية وإقليمية ودولية "راجع وثائق الصحف العالمية في بيع الغاز للكيان الصهيوني – انفصال جنوب السودان – حصار غزة والعدوان الصهيوني عليها – ملف مياه حوض النيل ---- " ، بناء على ما سبق يقف في مربع سيناريو عمر سليمان كل من "نزلاء سجون مصر من رموز النظام الفاسد – كبار النافذين في المؤسسات السيادية – رجال المال الفاسد فلول العهد البائد – بعض دول الخليج – الكيان الصهيوني"

 ماذا يريد؟!

** وقف عجلة الثورة عند هذه المسافة التي قطعت محلياً حتى لا تتحرك إقليمياً خاصة جهة الخليج العربي

** وقف النتائج الإيجابية للثورة خاصة جهة الكيان الصهيوني

** وقف المحاكمات الجارية لرموز النظام الساقط

** تجميد الملفات التي لم تفتح بعد للعديد من كبار النافذين في الدولة خاصة المؤسسات السيادية

** قطع الطريق أمام التيار الإسلامي القادم لحكم مصر ما يهدد مصالح شبكات الفساد والإفساد 

** استدعاء حكم العسكر بعد فشل المحاولات المتكررة في وثيقة الجمل والسلمي

الإخوان والسيناريو

عندما تناثرت المعلومات تيقنت القوى الوطنية خطورة هذا السيناريو الكارثي الذي يعيدنا إلى ما قبل 25 يناير وربما بإرادة البعض لاعتبارات مختلفة ، تقدمت جماعة الإخوان بمرشح رئاسي لأنها حائط الصد الوحيد في ظل الأوضاع الحالية ، بعيداً عن صخب النخبة التي لا تجيد سوى الإقامة في الفضائيات أو الجيل الثاني من التيار العلماني الذي افتقد كل مقومات العمل الديمقراطي ، ثم كان ما كان من هوس وجنون إعلامي غير مهني ولا أخلاقي في تشويه وتشكيك وتضليل متعمد للرأي العام  ، تحملت الجماعة هذه الحملة الشرسة من منطلق الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية

خلاصة الطرح ... نحن بصدد موجة جديدة لإجهاض الثورة والإطاحة بأحلام المصريين وسط صمت البعض وتباطؤ البعض وتواطؤ البعض الآخر ، وهو يشبه لحد كبير ما تم يوم 2\2\2011م في موقعة الجمل حين وقف الإخوان في مقدمة الصفوف كحائط صد حماية للثورة ، فهل يتمكن الإخوان رغم شلالات الغضب والتشويه والتشنج المفتعلة ضدهم من خوض معارك أخرى أشد خطورة من موقعة الجمل ؟! معارك نكون كمصريين أو لا نكون .. هذه هي المسألة.