مازال الغبار الإعلامي الكثيف يغطي أجواء المشهد السياسي في السباق الرئاسي لدرجة حجبت الرؤية وخلطت الأوراق ، حالة من الهوس اجتاحت المربع العلماني بجناحيه الليبرالي واليساري حولت برامج التوك شو إلى سرادقات تهويل وعويل وعزاء ، كما حولت الأقلام والكلمات إلى قصف عشوائي من التشويه والتضليل والاتهامات ، حزمة من الأوهام والهواجس بل والكوابيس أقلقلت مضاجع دعاة الديمقراطية والليبرالية والتنوير في محاولات يائسة للتأثير على قواعد الجماعة وشغل قادتها فضلاً عن الرأي العام المتعاطف ، حزمة من التساؤلات المشروعة وغير المشروعة منها : 

(1) لماذا تقدمت الجماعة بمرشح رئاسي ؟ ألم تعلن أنها لن تتقدم لهذا المقعد؟

** بالفعل قرر الإخوان في 10فبراير 2011 م بعدم الترشح في موقف سياسي وطني وظرف تاريخي هدد فيه المخلوع مبارك أنه إذا تنحى فسيحكم الإخوان ، لذا كان القرار بعدم الترشح ، إبطالاً لفزاعاته المكذوبة وحماية للثورة الوليدة 

** بذل الإخوان جهداً مضنياً في التنسيق مع بعض شيوخ قضاة مصر "المستشارون الغرياني والبشري ومكي" بعضهم رفض وبعضهم ضُغط عليه

** في ظل هذه الأجواء فرض المجلس العسكري وحكومة الجنزوري نمط تصدير الأزمات وتصفيرالموازنات ما سحب من رصيد البرلمان وكاد يصيبه بالشلل ويفقد الشعب الثقة في الثورة والنواب ، فضلاً عن التباطؤ والتواطؤ في تطهير المؤسسات ورد المظالم ومحاكمة القتلة .

** أيقنت الجماعة أن الثقة والمسئولية التي منحها الشعب للبرلمان لا قيمة لها دون سلطة تنفيذية سريعة التجاوب مع مطالب البرلمان .

** محاولات الالتفاف على الثورة وإعادة إنتاج النظام القديم بترشح الجنرال عمر سليمان مما يهدد الثورة ومستقبل الوطن .

** بناء على السابق لم تملك الجماعة إلا التجاوب مع الواجب الشرعي والمسئولية الوطنية حماية للثورة وحقوق الشهداء وحقوق المصريين في دولة ديمقراطية حديثة .

 (2) لماذا يريد الإخوان الهيمنة "التكويش" على كل شئ؟!

مغالطة مطروحة لاعتبارات

 أولاً : لأن السجال ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعب وليس تعيناً أو غصباً

ثانياً : الإخوان لايملكون إلا أكثرية نسبية في البرلمان كاستحقاق انتخابي

ثالثاً : الإخوان  ليس لهم وزيراً ولا قاضياً ولا جنرالاً عسكرياً أو شرطياً

رابعاً : اللجنة التأسيسية مازالت تعاني الارتباك والاشتباك وليست سلطة ولا مغنم

(3)هل هناك ردود أفعال عنيفة داخل الجماعة وانشقاقات متوقعة؟

   هناك رؤى وآراء سبقت اتخاذ القرار ، وعندما حُسم الأمر كان الالتزام من الجميع ، أما موضوع الانشقاق فهذه أوهام وأمنيات في رؤؤس نفوس من يطلقها

(4) لماذالم يرشح الإخوان احد الإسلاميين المتقدمين حتى الآن؟

كان أمام مجلس شورى الجماعة خيارات ثلاثة 

الأول : الوقوف على مسافة واحدة من جميع المرشحين الإسلاميين

 الثاني : الانحياز لأحد المرشحين الإسلاميين

الثالث : تقدم الجماعة بمرشح

كانت الأغلبية المطلقة"50%+1"مع الخيار الثالث وكان المرشح المهندس خيرت الشاطر

(5) هل هناك صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري؟

هذا الطرح يتناقض معالطرح الذي يقول أننا في انتظار صدام متوقع بين الجماعة والعسكري ، وفي جميع الأحوال ، الإخوان تيار وطني صفقته الوحيدة مع عموم الشعب وليس غيره

(6) هل نحن في انتظار صدام بين الإخوان والمجلس العسكري؟

الإخوان يتميزون بالسلمية والاعتدال والتدرج ، وهم يتجنبون الصدام مع كل المصريين أفراداً وهيئات ومؤسسات ، وقد تحملوا ظلماً كبيراً لعقود طوال في حرياتهم وأموالهم وأرواحهم ، أكثر من 40 ألف معتقل في عهد المخلوع مبارك بمتوسط سنوات سجن تعادل 20 ألف سنة احتسبوها عند الله

(7) هل من المنتظر حل البرلمان ؟

لا يملك أحد سلطة حل البرلمان ، الإعلان الدستوري الصادر في مارس 2011 م لم يعطي أحد هذه السلطة ، والتشكيك في دستورية مقاعد الثلث الفئات ، حسمه مرسوم القانون الذي تحصن بعرضه على الدستورية العليا

(8) هل من المتوقع تكرار سيناريو الجزائر أو حماس في مصر؟

مصر ليست الجزائر ، والإخوان ليسوا حماس ، لا وجه للمقارنة 

** مصر ... دولة مستقلة محورية لها تأثير فاعل على الخريطة العالمية تلتقي فيها مصالح الدنيا

** الإخوان والتيار الإسلامي المصري ... يغلب عليه الوسطية والاعتدال والسلمية، وقد تعلم من تجارب الآخرين ، ولقد تمت العشرات بل المئات من اللقاءات والزيارات المتبادلة بين غالبية إن لم يكن كل سفراء العالم مع قادة الجماعة وقادة الحزب ، واطمئنوا علىما يشغلهم من حقوق المرأة ، والإخوة الأقباط والنظام الاقتصادي ، واحترام المعاهدات المبرمة والمواثيق الدولية

(9) من يحكم مصر في حالة نجاح الشاطر ؟ المرشد أم الشاطر؟

لدينا نماذج عملية متعددة مع الفارق ، الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب والدكتور احمد فهمي رئيس مجلس الشورى ، والعديد من رؤساء الجامعات المصرية والنوادي الاجتماعية والرياضية والنقابات المهنية ، يعملون بروح الفريق مع فرق عملهم مجالس إداراتهم دون تدخل يذكر من فضيلة المرشد أو غيره من قادة الجماعة

(10) هل رئيس مصر القادم إسلامياً أم علمانياً

في الغالب المزاج المصري العام إسلامياً لكننا نسعى جميعاً ليكون الرئيس القادم مصرياً وطنياً لها لحق كإنسان في اعتقاد ما يشاء من أفكار وعليه في نفس الوقت كل الحقوق والواجبات لملايين المصريين بكافة ألوانهم الفكرية والعقدية ، الذين يتشوقون لحياة تليق بهم وبثورتهم الرائعة والملهمة.